أكتب إليك الآن في الغرفة التي تستحوذ عليّ طوال اليوم ، وحيدا ، مجنونا ، صامتا محاولا الوصول لحالة الاتزان منذ فترة ، أغلب نفسي حينا و تغلبني أحيانا ! مازلت أحاول علني أصل للمبتغى .
بكل صدق أقول لك أنني منذ عدة شهور أحاول أن أصل لحالة الاتزان هذه التي أكون عندها صافي الذهن ، مفعما بالحيوية و النشاط و مبدعا في عملي . و خلال هذه الفترة الصعبة تعلمت بعض الدروس الحياتية إما بالمشاهدة أو الممارسة أو بالنصائح المباشرة من أهل الثقة !
لا أخفي عليك أن التجربة مؤلمة ، لكن الدروس التي خرجت بها ربما ستغير حياتي للأبد و للأفضل ! و أنا الآن هنا لأشاركك هذه الأشياء الخمسة .
1.اختر الصراعات التي تدخلها :
بسبب اهتمامي بتطوير الذات ، كنت أحاول دائما أن أفوز في كل شيء ، و أن أكون الأكثر تميزا بين الأقران مهما كانت أهمية الأمر ، كبيرة أو صغيرة أو حتى من أمور الترفيه ! بسبب طريقة التفكير – الخاطئة – هذه تحولت حياتي لسعي دائم نحو التميز و الحركة المستمرة التي تكاد لا تنقطع . و على الرغم من أن الفوز كان في أغلب الأحيان حليفي إلا أن ذلك قد وضعني دوما تحت ضغوط عصبية و ربما استنفذ قدراتي ، أضف إلى ذلك أنه قد خلق دائرة من الصراعات حولي أكاد لا أستطيع الخروج منها !
بعد هذه التجربة ، قررت أن أغير طريقة تفكيري ، و فكرت قليلا قائلا لنفسي : ما العيب أن أخسر يوما ؟ و ما العيب أن أكون ضعيفا في بعض الأشياء ؟ لماذا أريد أن أتميز في كل شيء ؟ لماذا أريد أن أربح كل شيء ؟ لا داعي لكل ذلك من الأساس ، و قررت أن أترك الأشياء الصغيرة ، و من الآن فصاعدا لن أهتم بصغائر الأمور !
2.ودع الراحلين ، بل و احجز لهم تذاكر السفر :
كانت لي تجربة قاسية بعض الشيء حين تخلى عني أقرب الناس لي ، و رحلوا ! حاولت بشتى الطرق استعادتهم و فعلت كل ما يمكن أن أفعله من أجلهم . في البداية بدأوا بالكذب عليّ قائلين أنهم يقعون تحت ضغوط ، ثم مرت الأيام و بدأوا في كذبة جديدة هي أنني أنا سبب هذه الضغوط ولابد من الوصول لحل ، و افترضوا بأن الحل غير موجود من الأساس . هكذا كانت اللعبة ، خداع و مكر تدريجي .
كنت بالغباء الكافي لألتمس لهم الأعذار ، لكن بمرور الأيام بدأت الحقائق في الظهور ، عرفت كيف كان الرحيل سهلا عليهم ، و حينها ندمت أنني لم أسبقهم بخطوة لأحجز لهم تذاكر السفر ! تعلمت ألا أهتم بمن لا يهتم لأمري ، تعلمت أن أترك من أراد الرحيل فهو حر في اختياره و عليه أن يتحمل نتيجة قرارة ” ما تبقاش على حد مش باقي عليك ” !!
3.الحياة ليست حالة طواريء :
لا تسابق الزمن. الزمن وهم. كن في اللحظة. أنت السيد على الوقت. الوقت ليس كالسيف. الوقت وهم. أنت السيف !
أعرف جيدا أن وضع مواعيد نهائية لإنهاء الأعمال أمرا ضروريا و ربما يعد من أساسيات الإنجاز في الحياة ، لكن تخيل كم الضغوط التي تقع على نفسك عند التفكير في المواعيد النهائية ! كثير من الضغوط تقع على عاتقنا حينما نفكر في هذه المواعيد ، لا تستنفذ طاقتك في التفكير و القلق بشأن هذه المواعيد ، يعد ذلك من صور الطاقة السلبية أو الطاقة المفقودة . و بدلا من القلق بشأن المواعيد ، صب تفكيرك نحو الإنجاز ، و ابدأ العمل من الآن !!
4.وقتا لنفسك:
في كثير من الأحيان من الممكن أن تكون مشغولا بمصالح الآخرين ، أو مشغولا بعملك ، ولا تجد دقيقة واحدة لنفسك ، و هذا يفقدك كثير من حبك لنفسك أو رضاك عنها ، من الأفضل تخصيص بعض الوقت من يومك لعمل أشياء تحبها ، يمكنك استخدام هاتفك المحمول لضبط رسالة تذكير لهذا الوقت . و قم بالتركيز على متعتك الشخصية خلال هذه الفترة و حسب !
5. لا تعط الأمان بسهولة :
واحدة من أكثر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي أنني أعطي الأمان بسهولة للجميع ، و ربما أتحدث هنا و هناك بأسراري !! و ربما شكوت بعض المشاكل لأناس علاقتي بهم سطحية بعض الشيء ، و هنا يأخذ البعض كلمات شكوى المشاعر منك و ينقلها لباقي الأطراف . هذا الشخص لم يقدر أنك قد أعطيته الأمان ، و اخترته من بين الجمع أن يكون سببا في التخفيف عنك !
بالطبع لا أقصد أن تفترض سوء النية في الآخرين كبديل لذلك ، كن بكامل الحرص حينما تتعامل مع أي شخص لا تعرفه جيدا ، أو ضيق الدائرة أكثر لتكون بكامل الحرص حينما تتعامل مع أي شخص من خارج أسرتك !
للحصول على جلسات علاج نفسي مجاناً أونلاين برجاء التسجيل من خلال هذا الرابط
http://tinyurl.com/kmldxtn
نرحب بك في أي وقت
فريق علاج نفسي – مركز برلين
المصدر: ندون من أجل حياة أفضل
2 التعليقات Write a comment