ما يقارب ربع الرجال الذين يعانون من تجارب صادمة من المسجلين في برنامج علاج نفسي أبلغوا عن تعرضهم لصدمة جنسية.

إن الناجيين من العنف الجنسي الذي حدث في سياق النزاعات كانوا بالفعل الأكثر تضرراً نفسياً، في حين ارتبطت السياقات الأخرى التي يحدث فيها العنف الجنسي بمستوى عالٍ مماثل من الضرر النفسي.

 

٢. توثيق الحالات والتحديات المتعلقة بتوثيقها

وفقًا لتعريف الأمم المتحدة، يشمل العنف الجنسي المرتبط بالنزاع أعمال العنف مثل الإغتصاب، والإستعباد الجنسي، والإكراه على الدعارة، والحمل القسري، والتعقيم القسري،

وأشكال أخرى من العنف الجنسي ذات الخطورة المماثلة والتي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالنزاع.

لقد تجاهلت المؤسسات السياسية والعلمية وأيضاً مؤسسات المجتمع المدني لفترة طويلة بالفعل حقيقةَ أن الرجال والشباب هم أيضاً من ضحايا هذه الظاهرة. 

هناك حالات كهذه موثقة في كل نزاع عنيف تقريبًا في التاريخ الحديث. وهي في الغالب تقارير لحالات فردية،

في حين قليلة هي الدراسات حول تواتر العنف الجنسي ضد الرجال المرتبط بالنزاع . ومما يزيد من صعوبة توثيق هذه الإعتداءات هو حقيقة أن هذا الموضوع مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بالعاروالذنب،

 

 ٣. الاضطرابات النفسية الشائعة المرتبطة بهذا النوع من العنف الجنسي ضد الرجال

وأيضاً خوف الضحايا من الوصم والعواقب السلبية على المستوى المجتمعي في حال الإفصاح عما تعرضوا له. لذلك يُفترض أن عدد الحالات غير المبلغ عنها أكبر بكثير.

أما فيما يتعلق بالعواقب النفسية، فقد ثبت أن تجربة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع غالباً ما تؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة. الاضطرابات الأكثر شيوعًا في هذا السياق هي اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب واضطرابات الخوف.

 

  ٤. برنامج علاج نفسي عبر الإنترنت للمتضررين من العنف الجنسي ضد الرجال

إننا في برنامج علاج نفسي نقوم بفحص ودارسة بيانات المشاركين الرجال الذين سجلوا لتلقي العلاج وأبلغوا عبر الإستبيانات عن تجارب صادمة.

إذ بلغ عددهم بين فبراير 2021 ومارس 2023، أكثر من 2000 رجل.

من بين هؤلاء، ما يقارب الربع (22 ٪) من أبلغوا عن صدمة جنسية، أي اعتداءات جنسية من قبل الغرباء أو أفراد الأسرة أو المعارف.

وأفاد 6٪ آخرون عن مثل هذه الصدمات الجنسية والمتعلقة بالنزاع (إقتياد إلى القتال، البقاء في منطقة حرب).

كما نقارن في سياق دراستنا العلمية هذه المجموعات مع مجموعة الرجال الذين لم يبلغوا عن تعرضهم لصدمات جنسية أو صراعات (ولكن تجارب صادمة أخرى)

 

تظهر البيانات أن الرجال الذين عانوا من الصدمات الجنسية والمتعلقة بالنزاع يعانون من ضائقة نفسية أكبر. فقد وثّقنا كلاً من أعراض الاكتئاب الواضحة وأعراض نموذجية للإجهاد اللاحق للصدمة مع ميل إلى التجنب، والتغيرات السلبية في الأفكار والمزاج، وزيادة التوتر مع الشعور “بالحذر الدائم”.

 

في الوقت ذاته، تُظهر البيانات أيضًا أن الرجال الذين عانوا من صدمة جنسية ولكن لم يتعرضوا لصدمة مرتبطة بالنزاع يعانون من نفس العبء تقريبًا.

على ضوء ذلك، يمكن إثبات زيادة خطرالإصابة بالأمراض النفسية والتضررالشديد لدى الرجال الناجين من العنف الجنسي ضد الرجال.

كما أنه يمكن أن تؤدي السياقات المختلفة التي يحدث فيها العنف الجنسي إلى عواقب نفسية مماثلة. وتُظهرالبيانات عوضاً عن ذلك أن الناجين من صدمات جنسية على وجه التحديد هم الأقل قدرة على البوح عما تعرضوا له مع أشخاص آخرين.