بالكاد ملاحظ ومدروس: العنف الجنسي ضد الرجال
(بقلم Max Vöhringer)
لا يزال موضوع العنف الجنسي ضد الرجال من المحرمات التي لا يُسلط عليها الضوء. لا توجد سوى إحصائيات قليلة ودقيقة حول هذا الموضوع في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في البلدان الناطقة بالعربية. وقد قاد كل من Freya Specht و Max Vöhringer، وهما أخصائيان نفسيان من فريق البحث العلمي في “علاج نفسي”، دراسة حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات ضد الرجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونُشرت في مجلة
eClinicalMedicine التابعة لمجلة The Lancet العلمية المرموقة.
إحصائيات صادمة
من بين أكثر من 2000 رجل مشارك في برنامج العلاج النفسي “علاج نفسي” الذين شملهم الاستطلاع، ذكر ثلثهم تقريبًا (28%) أنهم تعرضوا لصدمات جنسية. بالإضافة إلى ذلك، ذكر أقل من 6% فقط أنهم تعرضوا لصدمات جنسية وصدمات مرتبطة بالنزاع. تقول Freya Specht: “تُظهر بياناتنا أن هذه التجارب يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية حادة، لا سيما من طيف اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.”
تعريف العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات
وفقًا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يشير مصطلح العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات إلى:
- الاغتصاب
- الاستعباد الجنسي
- الإكراه على البغاء
- الحمل القسري
- التعقيم القسري
- وغير ذلك من أشكال العنف الجنسي ذات الخطورة المماثلة
ويُرتكب هذا العنف ضد النساء أو الرجال أو الفتيات أو الفتيان، ويكون مرتبطًا بشكل مباشر أو غير مباشر بالنزاع. وقد يظهر هذا الارتباط في صورة الجاني، أو الضحية، أو مناخ الإفلات من العقاب، أو انهيار الدولة، أو حتى في انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار.
العوائق أمام العلاج
تتمثل المشكلة الرئيسية في أن الوصمة الاجتماعية وتحريم الموضوع يشكلان عوائق رئيسية أمام العلاج المطلوب بشكل عاجل. ويوضح Max Vöhringer: “في دراستنا، أفاد الناجون من الصدمات الجنسية أنهم يشعرون بشعور قوي بالذنب. وفي الوقت ذاته، كانوا مترددين جدًا في التحدث عن تجاربهم المؤلمة حتى مع أشخاص موثوقين. يبدو أن الرجال يواجهون صعوبة في التوفيق بين المعايير الاجتماعية والصور الجندرية وبين تجاربهم الصادمة وعواقبها.”
أهمية التوعية والدعم
هناك افتقار إلى التثقيف حول هذا الموضوع: نعم، يمكن أن يقع الرجال أيضًا ضحية للعنف الجنسي ويعانون من عواقب نفسية وخيمة، وهذا لا يسيء بأي حال من الأحوال إلى رجولتهم. بالإضافة إلى تحريم الموضوع ووصمه بالعار، فإن الخوف من الملاحقة القضائية يشكل عائقًا آخر يمنع المتضررين من التحدث عن تجاربهم وطلب المساعدة. ففي العديد من البلدان، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تُحظر الممارسات الجنسية المثلية، ما يعرّض الضحايا لخطر التصنيف كمجرمين بدلًا من تلقي الدعم النفسي اللازم.
الحاجة إلى مزيد من الأبحاث
تؤكد Freya Specht: “من المهم أن يتم البحث في موضوع العنف الجنسي ضد الرجال بشكل أعمق، بالإضافة إلى تطوير خدمات دعم نفسي واجتماعي مستهدفة للناجين من الذكور والإناث على حد سواء.”
المصدر:
United Nations Security Council (2016): Report of the Secretary-General on conflict-related sexual violence. الرابط
الكلمات المفتاحية:
العنف الجنسي ضد الرجال، صدمة جنسية، اضطراب ما بعد الصدمة