شهدت الساحة الطبية العربية حدثًا تاريخيًا بانعقاد أول مؤتمر للصحة النفسية الرقمية على مستوى المنطقة، والذي هدف إلى رسم خارطة طريق لمستقبل الرعاية النفسية. انطلق هذا المؤتمر الرائد لسد الفجوة بين التكنولوجيا والاحتياجات النفسية الفعلية للمجتمعات العربية، مع التركيز على تطوير حلول رقمية مبتكرة تكون فعالة، آمنة، ومراعية للثقافة المحلية.
🎯 أول مؤتمر عربي متخصص في الصحة النفسية الرقمية.
🤖 مناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته على العلاج.
🔒 تأكيد على أهمية حماية الخصوصية والبيانات في العلاج الرقمي.
🌐 بناء شبكة عربية موحدة للخبراء والممارسين.
📈 دعم الأبحاث المحلية لتطوير أدلة عملية عربية.
لطالما كانت رحلة الصحة النفسية في العالم العربي تحمل العديد من التحديات، ولكن مع ظهور التقنيات الرقمية، بدأ أفق جديد بالظهور. لسنين عديدة، كانت مبادرة “علاج نفسي” من الرواد الأوائل في تقديم جلسات العلاج النفسي عبر الإنترنت للمجتمعات الناطقة بالعربية. ومع انتشار جائحة كورونا، تسارعت وتيرة التحول الرقمي، حيث أطلقت العديد من المنصات والمنظمات خدماتها، لكن ظل هناك غياب ملحوظ للتواصل والتشبيك بين هذه الجهود.
لهذا السبب، جاء المؤتمر الأول من نوعه تحت عنوان “الصحة النفسية الرقمية: ما الذي نجح، وما الخطوة التالية؟”الذي نظمته مبادرة “علاج نفسي” التابعة لمركز “أوبيرليبن” (ÜBERLEBEN)، ليضع حجر الأساس لأول منصة حوار إقليمية حقيقية تجمع الخبراء تحت مظلة واحدة.
في 15 و16 من يوليو، أصبحت القاهرة عاصمة للصحة النفسية الرقمية، حيث اجتمع ما يزيد عن 50 متخصصًا وباحثًا من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى العشرات الذين انضموا عبر المنصات الرقمية. كان الهدف واضحًا: تبادل الخبرات، وعرض أحدث الأبحاث، وبناء مجتمع مهني متماسك يسعى لجعل الرعاية الصحية النفسية متاحة للجميع، بغض النظر عن الحدود الجغرافية.
لماذا كان هذا المؤتمر فريدًا من نوعه؟
تميز هذا المؤتمر بكونه الأول الذي يجمع هذا الكم من الخبرات المتنوعة تحت سقف واحد. من الأطباء النفسيين المخضرمين الذين يختبرون أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، إلىactivists الناشطين في المجتمعات المحلية الذين يقدمون الدعم في المناطق محدودة الخدمات والإنترنت. كان الجميع متحدين برؤية واحدة: تطوير أدوات رقمية فعالة، آمنة، ومراعية للثقافة العربية.
أبرز المحطات والنقاشات التي شهدها المؤتمر:
- قصص إنسانية من غزة: قدم زملاؤنا من قطاع غزة ورشة عمل مؤثرة للغاية، سلطوا خلالها الضوء على كيفية تقديم الدعم النفسي والإشراف عبر الإنترنتفي ظل أصعب الظروف الإنسانية. كانت شهاداتهم أقوى دليل على أن التكنولوجيا ما هي إلا أداة، أما القلب الحقيقي للعلاج فيكمن في الإرادة البشريةوالالتزام بالإنسانية.
- ورشة الذكاء الاصطناعي والعلاج النفسي: أثارت ورشة العمل التي قدمتها منصة “شيزلونج” نقاشًا حيويًا حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية النفسية. كيف نضمن أن تكون هذه التقنيات عادلة وتحترم الخصوصية؟ والأهم، كيف نصنع خوارزميات ذكية تفهم تعقيدات الثقافة واللغة العربية ولا تفرض علينا نماذج غربية جاهزة؟ كانت الأسئلة أكثر من الإجابات، ولكن مجرد طرحها يعد إنجازًا بحد ذاته.
- التحدي الأكبر: ندرة الأبحاث المحلية: كان التحدي الأبرز الذي أجمع عليه الحضور هو النقص الكبير في الأبحاث والدراسات العلمية المنشورة التي تقيم فعالية الأدوات الرقمية في السياق العربي. فكيف يمكننا التوسع واعتماد حلول رقمية دون وجود دليل علمي محلي يدعم نجاحها؟
الخاتمة والخطوة التالية:
لا يعد هذا المؤتمر إلا البداية. النجاح الحقيقي سيعتمد على قدرتنا على مواصلة الحوار وبناء شبكة عربية للصحة النفسية الرقمية، حيث يمكن للباحثين والممارسين مشاركة المعرفة والتعاون في المشاريع. إن دليل المنظمات الذي تم إطلاقه خلال المؤتمر هو الخطوة العملية الأولى نحو تحقيق هذا الحلم.
خلاصة المؤتمر في ثلاث نقاط:
- ضرورة بناء شبكة مهنية: إنشاء مجتمع رقمي قوي يتيح التواصل المستمر وتبادل الخبرات بين المختصين في المنطقة.
- الاستثمار في البحث العلمي: دعم وإجراء أبحاث محلية لتطوير أدلة عملية ترشد تطوير وتطبيق حلول الصحة النفسية الرقمية في العالم العربي.
- التركيز على الجانب الإنساني: التأكيد على أن التكنولوجيا هي وسيلة داعمة، ولكن العلاقة العلاجية الإنسانية تبقى هي حجر الأساس في أي عملية شفاء.
ندعوكم لزيارة موقعنا للمزيد من التفاصيل