الصدمة – ما يحدث في الدماغ

بقلم/ شتيفان شتاهلشميت

 

عندما نصاب بصدمة نفسية، يتم إرهاق أدمغتنا. إذ لا يمكن معالجة التجارب الصادمة بشكل طبيعي، ولكن يتم تخزينها في دماغنا بطريقة غير منظمة، تعرف على تأثير الصدمة النفسية على دماغ الانسان.

غالبًا ما يكون للمُعَالجة غيرالمكتملة لتجارب صادمة عواقبَ وخيمة على المتضررين/ات – فهي تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة

(PTSD).

تؤدي الصدمات غير المُعَالجة إلى استعادة المشاعرالقوية والأحاسيس الجسدية، مما يولّد الإنطباع بأن الصدمة تحدث مجدداً “هنا والآن”.

في هذه المقالة سوف تكتشف ما يحدث في الدماغ لدى التعرض للصدمة. إذا فهم المرء العمليات التي تحدث في الدماغ أثناء الصدمة، فإن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تصبح أيضًا أكثر قابلية للفهم. ربما لا تصبح حينها هذه الأعراض أقل إرهاقاً، ولكن قبولها يصبح ربما أسهل قليلاً.

نتناول في هذا المقال أهم النقاط التالية:

1. المُعَالجة الطبيعية في الدماغ

2. تفاعل أجزاء الدماغ مع بعضها

3. الصدمة – عندما يسخن الدماغ

4. إندماج / معالجة الصدمة

المُعَالجة الطبيعية في الدماغ

أولاً، دعونا نلقي نظرة على المعالجة الطبيعية في الدماغ. لفهم الأساسيات، تحتاج إلى معرفة كيفية عمل الأجزاء الأربعة التالية من الدماغ:

• المهاد
• اللوزة الدماغية
• الحصين
• القشرة الدماغية

قبل أن ننظر في كيفية تأثير الصدمة النفسية على الدماغ ، سأراجع بإيجاز الوظائف الأساسية لهذه الأجزاء الأربعة من الدماغ:

المهاد – بوابة الوعي

تنقل أجسامنا وأجهزتنا الحسية المعلومات (البصر والصوت والشم والذوق واللمس) إلى المهاد. يعمل المهاد كنوع من المصفاةويقرّر ما المعلومات المهمة بالنسبة لنا في الوقت الحالي. يتم إعادة توجيه المعلومات المهمة فقط، وتصفية المعلومات غير المهمة. نحن نقوم حينها بإدراك المعلومات المهمة المعاد توجيهها. لهذا السبب، يُعرف المهاد أيضًا باسم “بوابة الوعي“.

اللوزة – النظام الساخن

تلعب اللوزة الدماغية (المعروفة أيضًا باسم اللوزة) دورًا رئيسيًا في تكييف الخوف. إذ تساهم اللوزة بشكل جذري في التعرف على المواقف وتحليل الأخطارالمحتملة. يتم ربط الأحداث بالعواطف وتخزينها في اللوزة. تقوم اللوزة إلى حدٍ ما بخلق مشاعر، لكن دون تقييمها. لذلك يطلق عليها أيضًا “النظام الساخن”.

الحصين – النظام البارد

الحصين (يسمى أيضًا فرس البحر) هو نقطة التحكم المركزية للجهاز الحوفيّ في الدماغ. إذ يكمن تأثيره في خاصيّة التنسيق والربط، عبر فرز الأحداث زمنياً وجغرافياً وتقييم المحفزات. لهذا السبب يطلق عليه أيضًا “النظام البارد”

يلعب الحُصين أيضًا دورًا مهمًا في نقل المعلومات من التخزين قصيرالمدى إلى التخزين طويل الأمد في القشرة الدماغية.

القشرة الدماغية – الذاكرة طويلة المدى

القشرة الدماغية هي مخزن الذاكرة طويلة المدى لدماغنا. إن المعلومات التي تمرعبر المهاد إلى اللوزة والحصين، حيث تُعالج، يتم تخزينها أخيرًا في القشرة الدماغية.

تفاعل أجزاء الدماغ مع بعضها

يُظهر الرسم البياني التالي التفاعل “الصحي” بين المهاد واللوزة والحصين والقشرة الدماغية:

المُعَالجة الطبيعية في الدماغ

 

 

الصدمة – عندما يسخن الدماغ

لدى التعرّض لتجارب صادمة، تُغمرأدمغتنا بهرمونات التوتر. إن لذلك تأثير سلبي على الخلايا العصبية في الدماغ ، وخاصة الحُصين. إذ يتعطّل حينها التعاون بين اللوزة والحصين. يتم تخزين الحالات العاطفية والصور وردود الفعل الجسدية في اللوزة، لكن دون أن يتمكن الحصين من ربط كامل لما يتم اختباره مع الواقع الخارجي. يطرأ حينها “فقدان ذاكرة الحصين”، أي أنه لا توجد ذاكرة للوضع الحقيقي الملموس.

إذا لم تتم معالجة الصدمة، فإن الذاكرة العاطفية لـ “النظام الساخن” اللوزة تسود مقارنة بذاكرة السيرة الذاتية للحصين “النظام البارد”.إذ يصبح هنالك تجانب ما بين الذكريات الشديدة من ناحية وثغرات في الذاكرة فيما يتعلق بالأحداث المحددة من ناحية أخرى. الذكريات غيرالمكتملة، لعدم التمكن من تحديدها وفرزها بعد، تقوم بتطوير حياة خاصة بها، والتي تفوت الوعي إلى حد كبير. يمكن أن تعمل العديد من المحفزات كمحرضات تعيد إحياء ذكريات عاطفية شديدة وقاسية لدى المصابين.

يوضح الرسم التوضيحي التالي المعالجة المضطربة في الدماغ بعد التجارب الصادمة:

المعالجة المضطربة في الدماغ بعد التجارب الصادمة

إندماج / معالجة الصدمة

من أجل معالجة الصدمة و تأثير الصدمة النفسية على الدماغ، من الضروري أن يتم وضع وتصنيف الحدث الصادم في سياق شامل.

عندها فقط يمكن تحقيق موقف “لقد انتهى حقاً الأمر ونجوت”.

برنامج علاج نفسي لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة

هل تعرضت لصدمة نفسية و ترغب في المساعدة

لدينا فريق من الخبراء النفسين يمكنهم مساعدتك للتخلص من تأثير الصدمة النفسية عليك

الجلسات مجانية اونلاين

يمكنك التسجيل الآن

مصدر المقال:

Trauma – Was im Gehirn dabei passiert