دراسة حديثة حول اضطراب الحزن الشديد المستمر لدى المتعالجين في برنامج علاج نفسي
الحزن الشديد: دراسة حديثة حول اضطراب الحزن المستمر لدى المتعالجين في برنامج علاج نفسي
مقدمة:
أظهرت الأبحاث الحديثة أن نسبة كبيرة من الأشخاص يعانون من حالة الحزن الشديد والمرهق بعد تعرضهم لفجيعة في حياتهم بسبب فقدان أحبائهم.
.أيضاً لا تقل شدة الضيق المتعلق بالحزن مع مرور الوقت. نتيجة لهذه الأعراض المُحزنة والمُعَوِقَة.
تم تضمين هذا الاضطراب النفسي المتعلق باضطراب الحزن المستمر في التصنيف الدولي للأمراض كاضطراب نفسي مستقل بحد ذاته في قسم الاضطرابات المرتبطة بالضغوط
ما هو اضطراب الحزن المستمر؟
يُعرف الاضطراب هنا على أنه رد فعل حزني مستمر وعميق، يأخذ طابع الحنين أو التعلق المستمر بالمتوفى. يُرافق ذلك ألماً عاطفياً شديداً، فيستمرالحزن الشديد بعد الفقدان لفترة طويلة وغيراعتيادية، لما هو متعارف عليه اجتماعياً وثقافياً ودينياً.
الفقدان الطبيعي أمام الفقدان غير الطبيعي
أظهرت العديد من الدراسات أن حوالي 10٪ من الأشخاص يعانون من اضطراب الحزن المستمر بعد فقدان شخص قريب عندما تكون أسباب الوفاة طبيعية وغيرعنيفة،
بينما يصاب حوالي 50٪ منهم بنفس الاضطراب بعد فقدان شخص قريب لأسباب غير طبيعية (وفيات مفاجئة وعنيفة، ناتجة عن حوادث، انتحار، جرائم قتل، كوارث، إرهاب، وحروب).
و على الرغم من أهمية هذه الظاهرة، إلا أن الدراسات في المناطق الناطقة باللغة العربية كانت قليلة نسبياً، في حين أن هذه المناطق تواجه العديد من أزمات حروب وصراعات ومعها نقصًا كبيراً في موارد الصحية النفسية. الأمر الذي يرفع من ضرورة التعرف على أبعاد اضطراب الحزن المستمر في تلك المناطق.
الحزن المستمر لدى المتعالجين في برنامج علاج نفسي
لهذا الأمر، أجرينا دراسة بحثية شملت ١٠٠٠ متعالج في برنامج علاج نفسي عبر الانترنت، يتحدث اللغة العربية و مروا بتجربة فقدان شخص عزيز.
(سبتمبر ٢٠٢١ – مارس ٢٠٢٢)
تبين أن حوالي 19٪ منهم يعانون من اضطراب الحزن الشديد وفقًا للتعريف الجديد من التصنيف الدولي للأمراض
ICD-11.
و أظهرت الدراسة أن هذه النسبة هي أعلى من الدراسات السابقة لسكان الناطقين اللغة العربية.
في هذه الحالات كان الفقدان وسطياً قد حصل منذ قرابة ست سنوات.
يعود ذلك ربما لأن المشاركين لدينا يدركون بالفعل مشاكل صحتهم النفسية وبالتالي يسعون بوعي للحصول على الدعم النفسي، على الرغم من أنه ليس موجهاً بالتحديد لصراعهم مع الحزن الشديد.
من يُعد معرضاً إلى الإصابة بالحزن المستمر؟
كشفت البيانات عن هذه العوامل المختلفة والمرتبطة بزيادة اضطراب الحزن المستمر لدى المشاركين/ت
– النساء بشكل عام
فقدان أحد أفراد العائلة القريبة مقارنة بفقدان الأقارب البعيدين
زيادة عدد الأشخاص المتوفين القريبين
ارتفاع التأثرالذاتي في الحياة اليوميةـ الذي تم التبليغ عنه بشكل استرجاعي للفقدان خلال العام الأول
نقص الدعم الاجتماعي الواعي
هنا تتطابق البيانات مع الدراسات الأخرى كالآتي:
حيث يبدو أن النساء معرضات أكثر لتطوير اضطراب الحزن المستمر و الحزن الشديد بعد فقدان الأحباء.
علاوة على ذلك، تُظهر البيانات أن فقدان أفراد العائلة القريبين (مثل الشريك والطفل والوالدين والأشقاء) مرتبط أيضاً بزيادة خطر تطوير اضطراب الحزن المستمر، مقارنة بفقدان الأقارب البعيدين.
تشير البيانات أيضاً إلى أن التماسك ينخفض مع زيادة عدد الفقدانات بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسات الأخرى أن الأشخاص الذين أظهروا مستوى عالٍ من أعراض الحزن الشديد في السنة الأولى بعد الفقدان يعانون من أعراض أكثر شدة وتدهور وظيفي في وقت لاحق.
وأخيرًا، أكدت بياناتنا أن نقص الدعم الاجتماعي الواعي كان له ارتباط مباشر بأعراض اضطرابالحزن المستمر.
شملت دراستنا نسبة كبيرة من المتعالجين في برنامج “علاج نفسي” الذين يعانون من أعراض اضطراب الحزن المستمر،
مما يكشف أن الخدمات العلاجية ضرورية للأفراد في المنطقة الناطقة بالعربية.
ختامًا، يُعد اضطرابالحزن المستمر و الحزن الشديد ظاهرة تؤثر على الكثير من الناس وخاصة في السكان الناطقين بالعربية.
إذا كنت تعاني من هذا اضطراب الحزن الشديد أو تعرف شخصًا يعاني منه، فلا تتردد في طلب المساعدة النفسية في برنامج علاج نفسي عبر الانترنت لتخفيف تأثيره عليك أو على أحبائك..
هل تعاني من اضطراب الحزن الشديد أواضطراب الحزن المستمر أو هل تعرف شخصًا يعاني منه؟
