مقدمة: كسر حاجز الصمت حول العنف الجنسي ضد الذكور
في خضم الحديث عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، يظل العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات أحد أكثر الجرائم تخفيًا وتأثيرًا على الضحايا. بينما تركز معظم الدراسات على النساء الناجيات، تبرز الحاجة الملحة لفهم تأثير الصدمة الجنسية على الرجال والفتيان في مناطق النزاع.
هذه المقالة تتناول بالتفصيل ظاهرة العنف الجنسي ضد الذكور في الحروب، وتستعرض دراسة بحثية رائدة تهدف إلى تحسين سبل الدعم النفسي للناجين الذكور، الذين غالبًا ما يُهمَلون في برامج الحماية والرعاية.
ما هو العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات؟
يُعرَّف العنف الجنسي في النزاعات المسلحة بأنه أي فعل جنسي يُرتكب ضد الأفراد في سياق النزاع، سواء من قبل جماعات مسلحة أو قوات نظامية أو مدنيين. وهذا يشمل الآتي:
✅ الاغتصاب والاغتصاب الجماعي
✅ التعذيب الجنسي وتشويه الأعضاء التناسلية
✅ الإذلال الجنسي والتهديد بالعنف
✅ الاستغلال الجنسي مقابل الحماية أو الغذاء
وقد اعترف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998) بهذه الجرائم كـ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
لماذا يُهمل العنف الجنسي ضد الذكور في الحروب؟
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الضحايا من النساء،
إلا أن التقارير الحديثة تكشف عن عدد متزايد من الرجال والفتيان الناجين من العنف الجنسي في النزاعات. ومع ذلك، تظل هذه القضية غير مُبلَغ عنها بشكل كبير بسبب الآتي:
🔹 العار والخوف من الوصمة الاجتماعية
🔹 المفاهيم الخاطئة حول “الذكورة” والقدرة على المقاومة
🔹 عدم وجود آليات دعم مخصصة للرجال الناجين
🔹 ضعف الإطار القانوني لحماية الناجين الذكور
من هم الأكثر عرضة للعنف الجنسي في النزاعات؟
تشمل الفئات الأكثر عرضة للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع:
✔ اللاجئون والنازحون الذكور
✔ الرجال والفتيان المثليون وذوو التنوع الجنسي
✔ المعتقلون والسجناء بسبب انتماءات عرقية أو سياسية
✔ المجنَّدون قسرًا في الجماعات المسلحة
✔ ذوو الإعاقة والأطفال الجنود
ويمكن أن يكون الجناة من الميليشيات، القوات الحكومية، جماعات المعارضة، وحتى قوات حفظ السلام.
كيف يؤثر العنف الجنسي على الصحة النفسية للرجال الناجين؟
يعاني الناجون الذكور من آثار نفسية وجسدية عميقة، مثل:
🔴 اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
🔴 الاكتئاب والقلق المزمن
🔴 الميل إلى العزلة أو السلوكيات الخطرة
🔴 مشاكل جسدية مزمنة نتيجة التعذيب
وتزداد هذه التحديات بسبب نقص الخدمات المتخصصة في تقديم الدعم النفسي والطبي لهذه الفئة.
دراسة بحثية جديدة: كيف يمكنك المساعدة؟
يقوم فريق بحثي من جامعة لايبزيغ في ألمانيا بإجراء دراسة دولية حول الصحة النفسية للناجين الذكور من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع. تهدف الدراسة إلى:
📌 فهم تأثير الصدمة الجنسية على الرجال الناجين
📌 تحسين برامج الدعم النفسي والاجتماعي
📌 كسر حاجز الصمت حول العنف الجنسي ضد الذكور
كيفية المشاركة في الاستبيان:
✔ مجهول تمامًا – لا يُطلب أي بيانات تعريفية
✔ متاح باللغة العربية – عبر الهاتف أو الكمبيوتر
✔ يستغرق حوالي 45 دقيقة
✔ يساهم في تطوير خدمات أفضل للناجين
📝 رابط الاستبيان:
https://medbefragung.uniklinikum-leipzig.de/malesurvivors/index.php/register/index?sid=598848
📧 للتواصل: malesurvivors-crsv@medizin.uni-leipzig.de
خاتمة: معًا نحو دعم أفضل للناجين
إن كسر حاجز الصمت حول العنف الجنسي ضد الذكور في النزاعات يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة والشفاء. مشاركتك، سواء كـ ناجٍ، شاهد، أو داعم، يمكن أن تسهم في إحداث فرق حقيقي في حياة المتأثرين بهذه الانتهاكات.
شارك هذا المنشور لنشر الوعي ومساعدة الباحثين في الوصول إلى المزيد من الناجين.